أصغر كاتبة إماراتية: حان الوقت للتركيز على أدب الفضاء
لم يكن اللهو واللعب التقليدي بالنسبة للأطفال، هو منتهى شغفها، بل كانت تركض منذ سنواتها الأولى نحو الكتب التي وجدت فيها عالمها الخاص، حتى قبل أن تحصد لقب أصغر كاتبة في الإمارات، لتتوَّج خطواتها، بتكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بميدالية أوائل الإمارات. أثبتت الطفلة حفصة سرور المرزوقي صاحبة التسع سنوات أن الدعم الأسري، أو ربما جينات الإبداع، التي انتقلت إليها من والدتها الكاتبة شيماء المرزوقي، حقيقة ملموسة، حيث تعهدتها المرزوقي الأم، بالرعاية بعد أن لمست موهبتها الفريدة وهي لا تزال في عامها الرابع. ورغم سنوات عمرها المعدودة، إلا أنها تحمل أحلام الكبار، حيث لم تكتف بالخوض في دروب الكتابة بل باتت مدربة قراءة تقدم ورشاً قرائية لأقرانها من الصغار، تضع أمامهم خلاصة خبراتها البسيطة، يقودها في ذلك طموحها العالي بأن تكون روائية عالمية تنافس على كل الجوائز الدولية. أكدت الكاتبة حفصة في حوارها مع «الرؤية» أنها ترفض أي تدخلات خارجية في تغيير مسار شخصيات قصصها مكتفية بتلقي النصيحة فقط، مشيرة إلى أن الفضل يعود لوالديها اللذين ساعداها على الولوج إلى عالم الكتابة. وترى أن الوقت قد حان لتوجيه عقل الطفل إلى قصص الخيال العلمي المستوحى من الفضاء، مشيرة إلى أن هذا العالم يعد بوابة للمستقبل وهو ما يواكب استراتيجية الإمارات للفضاء، معبرة عن إيمانها بقدرة الطفل الإماراتي على الإبداع، داعية أقرانها إلى تنويع القراءة وجعلها أسلوب حياة . * كيف اكتشفت موهبة الكتابة بداخلك؟ وقعت في شغف الكتابة في الرابعة من عمري والفضل في ذلك يعود إلى والدتي الكاتبة شيماء المرزوقي التي أشبعت فضولي لتعلم الكتابة، فرغم صغر سني إلا أنها كانت تستشيرني في كتاباتها وتسألني إن كانت قصصها أعجبتني أم لا، وكنت أخبرها عن أفكار جديدة وقصص من نسج خيالي حينها قالت لي «ستكونين أعظم مؤلفة» وبدأت توجهني لكتابة نصوص مبدعة موجهة للطفل. وساعدني على هذا إتقاني للغة العربية عبر حفظي لأجزاء من القرآن الكريم الذي حسّن مخارج الحروف لديّ ومنحني مخزوناً لغوياً كبيراً استفدت منه في كتاباتي، وحزت بالفعل لقب أصغر كاتبة في الإمارات وتلقيت تكريماً من والدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ضمن «أوائل الإمارات». * إذاً الفضل يعود للوالدة في دخولك هذا المجال. بل لأمي وأبي، فأبي كان يأخذني دائماً للمكتبات ومعارض الكتب ونجلس أنا وهو لنقرأ ساعات وساعات، أما أمي فلا تبخل علي أبداً بنصائحها في الكتابة وتأخذني معها إلى المناسبات الأدبية والثقافية، وأساعدها دوماً في ورش الكتابة الإبداعية والجلسات القرائية، ونصيحتها الدائمة لي هي القراءة والقراءة ثم القراءة وفي كل مجال. * وماذا يمثل لك فوزك بميدالية أوائل الإمارات؟ كان أكبر دافع لي للاستمرار والعمل على تنمية مهاراتي حتى أستطيع أن أحقق أحلامي في أن أكون كاتبة عالمية وأنافس على أكبر الجوائز الأدبية وعلى رأسها نوبل للآداب. وحقيقة كانت هذه الميدالية فاتحة خير بالنسبة لي فقد تشرفت بعدها بلقاء والدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي شجعني على الاستمرار في مضمار الكتابة. * وهل تقتصر مشاركاتك الثقافية على إصدار الكتب؟ بالطبع لا، فقد قدمت جلسات قرائية عدة للأطفال، تناولت فيها أهمية القراءة وأثرها على النمو العقلي والنفسي، وحقيقة أحرص على دعوة زملائي لا سيما في المدرسة إلى الجلوس في محراب القراءة والتمتع بالتجول حول العالم عبر مطالعة الكتب، حيث أحثهم دوماً على أن تكون القراءة عادة يومية ثابتة. ومنحتني كثرة مطالعاتي الفرصة لكي أصبح مدربة أدرب وأرشد الأطفال إلى أساليب القراءة الصحيحة وكيفية اختيار الكتب. * كم قصة أصدرتِ حتى الآن؟ أصدرت خمس قصص للأطفال وما زلت أكتب قصصاً جديدة تتمحور ثيمتها حول الفضاء والبحار. * ولماذا الفضاء؟ أعتقد أن الوقت حان لتوجيه عقل الطفل إلى قصص الخيال العلمي المستوحى من الفضاء، فهذا الحقل الممتع والساحر يفتح لنا بوابة المستقبل ولا سيما مع مشاريع الفضاء التي تعكف الدولة عليها من خلال أطروحات تركز على مضامين عدة مثل الحفاظ على البيئة ونشر الخير. * وكيف تنظمين وقتك ما بين الدراسة والكتابة؟ خلال عطلة الأسبوع أضع جدول عمل صارماً لإنجاز قصصي، ولكنني في العادة لا أنهي قصصي في هذين اليومين، فأعود وأكملها في عطلة الأسبوع التالية، وبهذه الآلية أتمكن من إتمام الكتابة وأوازن بين التعليم والهواية. * ما المساحة التي تسمحين فيها بتدخل الآخرين في قصصك؟ لا أسمح لأحد أن يتدخل في تغيير أحداث قصصي التي أنسجها من وحي خيالي، أنا فقط أكتفي باستشارة والدتي في أسماء الشخصيات وملاحظات الرسوم، ومن جانبها تترك لي حرية الاختيار، وعلى سبيل المثال لم تكن راضية عن عنوان قصة «أخي أحمد» واقترحت عنواناً آخر لكنني تمسكت بعنواني وهو ما حدث. * ما هي تطلعاتك للطفل الإماراتي؟ بداية نحمد الله أننا نعيش في كنف دولة السعادة التي أولت عنايتها بكل فئات المجتمع لا سيما الأطفال حتى إنها خصصت يوماً للطفل من منطلق إيمانها بأن الاستثمار في هذه الفئة هو استثمار في المستقبل، ولا شك أن كل هذا محفز لأبناء الوطن لكي يبدعوا في كافة المجالات لا سيما مجال الكتابة. وأتمنى أن أرى الطفل الإماراتي وقد خاض كل مجالات الكتابة الأدبية وأن يلازم القراءة دائماً فهي مفتاح العلم والمعرفة وهي طريقنا نحو العالمية. * كيف يمكن أن نشجع الطفل الإماراتي على القراءة؟ هناك طرق كثيرة لكن أنجعها تكون عبر تشجيع والديه اللذين يجب عليهما اصطحابه إلى المكتبات العامة وحثه على جعل القراءة جزءاً من يومه، فلا يمكن أن ينام دون أن يقرأ ولا يمكن أن يلعب قبل أن يقرأ ولا يمكن أن تمر الإجازة الأسبوعية دون قراءة، والقراءة يجب أن تكون متنوعة، فالتنوع يزيد خبراته ومعارفه.